إذا كان عمل الإنسان ينقطع بموته فإن عمل الملك فيصل لم ينقطع إذ ورث مجد الفيصل أبناؤه البررة فكانت جائزة الملك فيصل صدقة جارية وعلم ينتفع به وولد صالح يدعو له.
أكثر من أربعين عاماً والجائزة ترفع رأس الوعي بتحفيز ودعم وتشجيع العلماء لخدمة العلم بما ينفع الناس من كل الأجناس.
انطلقت الجائزة عام 1979م على يد أبناء الملك فيصل لتأصيل المُثل والقيم الإسلامية في الحياة الاجتماعية، وخدمة البحث العلمي في المجالات الثقافية، والفكرية، والعلمية، وتحقيق النفع العام للبشرية.
انطلقت الجائزة بخدمة الإسلام والدراسات الإسلامية، واللغة العربية والأدب ومنحت جائزتها أول مرة عام .1979 وأُضيف إليها فرعا الطب والعلوم ومُنحت الأولى في عام 1982 م والثانية في عام 1984 م وأسهم فرعا الطب والعلوم في تعزيز قيمتها العلمية ومنحت الجائزة البعد العالمي.
ومن أبرز الاكتشافات والدراسات والأبحاث التي أفادت البشرية وكرمتها جائزة الملك فيصل في فرع الطب الدراسات المتعلقة بآليات الخلل في الحمض النووي وسبل إصلاحه بالخلايا بهدف تطوير علاجات فعالة للسرطان الوراثي والمكتسب، وأمراض النقص المناعي، والعقم، والشيخوخة المبكرة، وطريقة التلقيح خارج الرحم، واكتشاف الفيروس المسبب لمرض نقص المناعة المكتسب (الإيدز) من النوع 1 (HIV-1) والنوع 2 (HIV2) والبحوث الرائدة في مجال أحياء الخلايا الجذعية، والبحوث المتميزة في صحة ورعاية الطفل الأولية، وتطوير لقاحات لأنواع مختلفة من فيروس التهاب الوبائي الكبدي وابتكار طرق غير جراحية لعلاج بعض الحالات الحادة من تضخم الحاجز القلبي الذي يؤدي إلى إعاقة ضخ الدم عبر الشرايين.
وجاءت موضوعات فرع العلوم على مدى أربعين عاماً متسلسلة بشكل دوري ما بين الفيزياء والرياضيات والكيمياء وعلوم الحياة، ومن أبرز الأبحاث والإنجازات العلمية التي فازت في هذه الموضوعات وساهمت في دفع عجلة التطور العلمي، تطوير الآت ميكانيكية تعمل بتقنية النانو، واكتشاف العوامل الجزيئية لإصلاح الحمض النووي، ودراسات وأبحاث في حقل إطارات المعادن العضوية، وبرهانه لنظرية فيرما الأخيرة “Fermat’s Last Theorem” التي تُعدّ من أشهر المسائل الرياضية التي أعيت علماء الرياضيات وعجزوا عن حلها لأكثر من 350 عاماً، بالإضافة إلى أبحاث تصوير حركة الإلكترونات داخل الذرات والجزيئات من خلال تشعيع ضوء الليزر في حدود الاتوثانية والتي يمكن استخدامها لقياس أي ظاهرة تحدث خلال سرعات زمنية مذهلة، وقد وسمت مجلتا نايتشر “Nature” و ساينس “Science” هذه الإنجازات بأنها ضمن أعظم عشرة إنجازات تم تحقيقها في فروع العلوم.
وبلغ عدد الفائزين بها طيلة 41 عاماً أكثر من 100 عالم حصد جائزة نوبل منهم عقب نيلهم لجائزة الملك فيصل 18 باحثاً وعالماً.